مفهوم التقويم وبعض أساليبه و الوظائف التي يحققها و أنواع التقويم ودورها في تجويد التعليم والتعلم
مقدمة عن فضل التعليم
مهنة
التعليم لا تساويها مهنة في الفضل والرفعة، ووظيفة المعلم من أشرف الوظائف
وأعلاها. وكلما كانت المادة العلمية أشرف وأنفع، ارتفع صاحبها شرفاً ورفعة، وأشرف
العلوم على الإطلاق العلوم الشرعية، ثم العلوم الأخرى كلٌ بحسبه. والمعلم إذا أخلص
عمله لله، ونوى بتعليمه نفع الناس، وتعليمهم الخير، ورفع الجهل عنهم كان ذلك سبباً
في تكثير حسناته، وزيادة في أجره، لقول النبي ﷺ في
الحديث الصحيح: (( إنما الأعمال بالنيات)). ولعل حديث أبي أمامة رضي الله عنه يبين
لنا فضل تعليم الخير. يقول: قال رسول الله ﷺ:
((إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر
على معلم الناس الخير)).
ومهمة
المعلم لا تقتصر على طرح المادة العلمية على طلابه فقط، بل هي مهمة عسيرة وشاقة-
وهي يسيرة على من يسرها الله عليه- فهي تتطلب من المعلم صبراً، وأمانة، ونصحاً،
ورعاية لمن تحته.أما بعد :
فإن
التقويم يمثل جزءاً لايتجزأ من عملية التعلم ومقوما أساسياً من مقوماتها وأنه
يواكبها في جميع خطواتها ,أما مفهومه فهو كالتالي :
مفهوم التقويم :
هناك مصطلحان في اللغة
وهما التقييم والتقويم, فالتقييم هو:تحديد القيمة والقدر, أما الكلمة الثانية وهي
التقويم ففيها هذا المعنى بالإضافة إلى معانى التعديل والتحسين والتطوير.
وفى إطار هذا المفهوم تصبح وظيفة المؤسسة التعليمية ليست قاصرة على
الحكم على المتعلم بالنجاح أو الفشل من خلال نظام الامتحانات التقليدى بل أن مهمة
المعلم ودوره تشبه أقرب إلى مهمة الطبيب لا تقتصر على مجرد قراءة ميزان الحرارة أو
مقياس ضغط الدم وإنما يتجاوز ذلك التشخيص إلى العلاج, .
لذا يمكن القول بأن التقييم
هو مجرد إصدار أحكام أما التقويم فيتضمن إصدار الأحكام مقترنة بخطط تعديل المسار
وتصويب الاتجاه في ضوء ما تسفر عنه البيانات من معلومات .
ويمكننا تعريف التقويم بأنه
عملية تخطيط للحصول على معلومات أو بيانات أو حقائق عن موضوع معين ( المتعلم مثلاً
) بطريقة علمية لإصدار حكم عليه بغرض التوصل إلى تقديرات كمية و أدلة كيفية تسهم
في اتخاذ أو اختيار القرار الأفضل والتحسين. .
بعض الأسس والمبادئ العملية للتقويم :
أنها
وسيلة وليست غاية في حد ذاتها .
لا
تقويم بدون معلومات أو بيانات أو حقائق .
هى
عملية مخططة وليست عملية عشوائية .
لا
بد من تحديد قيمة للشئ في ضوء معايير .
أنها
عملية سيتم من خلالها إصدار حكم على شئ ما .
وسيلة
إلى التطوير وتحسين الاداء .
عملية
مستمرة طوال العام الدراسى .
تتوقف
النتائج على جودة ودقة الأدوات المستخدمة .
يتناول
كافة الانشطة التي يزاولها المتعلم في المدرسة .
الشمولية
لجوانب النمو المختلفة للمتعلم .
ويمكن تلخيص أسس التقويم في التالي:
1.
أن يكون التقويم شاملاً يشمل ( جوانب
العملية التعليمية- المتعلم- من يقوم بعملية التقويم- الأدوات و الوسائل
كالاختبارات بأنواعها) .
2.
أن يكون التقويم مستمراً.
3.
أن يكون التقويم موضوعياً.
4.
أن يكون التقويم مرتبط بالأهداف.
أهداف التقويم:
يهدف التقويم التربوي إلى
تحقيق أهداف متعددة و وظائف عامة في توجيه العملية التعليمية و مدى نجاحها، يمكن
إيجازها فيما يلي:
1- الهدف المنشود و مواجهة
التحديات المستقبلية.
2- مداه- نجاح المعلم في عمله
و طرق التدريس)..
3- تشخيص ما يواجه المعلم و المتعلم من صعوبات.
4-توجيه الطلاب إلى نواحي التقدم التي
أحرزوها.
5-الحكم على طرق التدريس المتبعة.
6-تزويد الطلاب بدرجات عن مستويات
تحصيلهم.
7-معرفة فهم التلميذ لما درسه من حقائق و معلومات ، و مدى قدرته على
استخدام مصادر المعلومات المختلفة.
8- معرفة مدى نمو قدرة التلميذ على
التفكير المستنير المستقل الناقد الفاحص في حدود سنه.
9-المساعدة على الكشف عن حاجات التلاميذ و
ميولهم و قدراتهم و استعداداتهم التي نراعيها في نشاطهم و في جوانب المنهج المدرسي
المختلفة .
10-مساعدة المعلم على الوقوف على مدى
نجاحه في تعليم تلاميذه و تربيتهم أو مدى نجاحه مع التلاميذ في الوصول إلى الأهداف
التربوية المنشودة.
11- تزويد
التلاميذ بالتغذية الراجعة.
12- لحصول على معلومات و بيانات لمتابعة
التلاميذ
وأخيراً
فإن الهدف من التقويم هو: التحسين والتطوير.
أهمية التقويم :
هناك
عدة نقاط تبرز من خلالها أهمية التقويم ، وخطورة الأدوار التي يلعبها في المجال
التربوي ويمكن إجمالها في الآتي :
1
ـ ترجع أهمية التقويم إلى أنه قد أصبح جزءا أساسيا من كل منهج ، أو برنامج تربوي
من أجل معرفة قيمة ، أو جدوى هذا المنهج . أو ذلك البرنامج للمساعدة في اتخاذ قرار
بشأنه سواء كان ذلك القرار يقضي بإلغائه أو الاستمرار فيه وتطويره . بما أن جهود
العلماء والخبراء لا تتوقف في ميدان التطوير التربوي فإن التقويم التربوي يمثل
حلقة هامة وأساسية يعتمدون عليها في هذا التطوير .
2
ـ عرض نتائج التقويم على الشخص المقوم ، وليكن التلميذ مثلا يمثل له حافزا يجعله
يدرك موقعه من تقدمه هو ذاته ومن تقدمه بالنسبة لزملائه ، وقد يدفعه هذا نحو تحسين
أدائه ويعزز أداءه الجيد .
3
ـ يؤدي التقويم للمجتمع خدمات جليلة ، حيث يتم بواسطته تغيير المسار ، وتصحيح
العيوب ، وبها تتجنب الأمة عثرات الطريق ، ويقلل من نفقاتها ويوفر عليها الوقت ،
والجهد المهدورين .
أنواع التقويم ودورها في تحسين عملية التعليم:
ويصنف التقويم إلى أربعة أنواع :
(1) التقويم
القبلي .
(2) التقويم
البنائي أو التكويني .
(3) التقويم
التشخيصي .
(4) التقويم الختامي
أو النهائي .
أولاً : التقويم القبلي
يهدف التقويم
القبلي إلى تحديد مستوى المتعلم تمهيداً للحكم على صلاحيته في مجال من المجالات ،
فإذا أردنا مثلاً أن نحدد ما إذا كان من الممكن قبول المتعلم في نوع معين من
الدراسات كان علينا أن نقوم بعملية تقويم قبلي باستخدام اختبارات القدرات أو
الاستعدادات بالإضافة إلى المقابلات الشخصية وبيانات عن تاريخ المتعلم الدراسي وفي
ضوء هذه البيانات يمكننا أن نصدر حكماً بمدى صلاحيته للدراسة التي تقدم إليها .
وقد نهدف من
التقويم القبلي توزيع المتعلمين في مستويات مختلفة حسب مستوى تحصيلهم .
وقد يلجأ المعلم
للتقويم القبلي قبل تقديم الخبرات والمعلومات للتلاميذ ، ليتسنى له التعرف على
خبراتهم السابقة ومن ثم البناء عليها سواء كان في بداية الوحدة الدراسية أو الحصة
الدراسية .
فالتقويم القبلي
يحدد للمعلم مدى توافر متطلبات دراسة المقرر لدى المتعلمين ، وبذلك يمكن للمعلم أن
يكيف أنشطة التدريس بحيث تأخذ في اعتبارها مدى استعداد المتعلم للدراسة . ويمكن
للمعلم أن يقوم بتدريس بعض مهارات مبدئية ولازمة لدراسة المقرر إذا كشف الاختبار
القبلي عن أن معظم المتعلمين لا يمتلكونها .
ثانياً : التقويم البنائي
وهو الذي يطلق عليه
أحياناً التقويم المستمر ، ويعرف بأنه العملية التقويمية التي يقوم بها المعلم
أثناء عملية التعلم ، وهو يبدأ مع بداية التعلم ويواكبه أثناء سير الحصة الدراسية
.
ومن الأساليب والطرق التي يستخدمها المعلم فيه ما يلي :
(1)
المناقشة الصفية .
(2)
ملاحظة أداء الطالب .
(3)
الواجبات البيتية ومتابعتها .
(4)
النصائح والإرشادات .
(5)
حصص التقوية .
والتقويم البنائي
هو أيضاً استخدام التقويم المنظم في عملية بناء المنهج ، في التدريس وفي التعلم
بهدف تحسين تلك النواحي الثلاث وحيث أن التقويم البنائي يحدث أثناء البناء أو
التكوين فيجب بذل كل جهد ممكن من أجل استخدامه في تحسين تلك العملية نفسها .
إن أبرز الوظائف التي يحققها هذا النوع من التقويم هي :-
(1)
توجيه تعلم التلاميذ في الاتجاه المرغوب فيه .
(2)
تحديد جوانب القوة والضعف لدى التلاميذ ، لعلاج جوانب الضعف وتلافيها ، وتعزيز
جوانب القوة .
(3)
تعريف المتعلم بنتائج تعلمه ، وإعطاؤه فكرة واضحة عن أدائه .
(4)
إثارة دافعية المتعلم للتعلم والاستمرار فيه .
(5) مـراجعة
المتعلم في الـمواد التي درسهـا بهدف ترسيخ المعلومات المستفادة منها .
(6)
تجاوز حدود المعرفة إلى الفهم ، لتسهيل انتقال أثر التعلم .
كما أن تنظيم سرعة
تعلم التلميذ أكفأ استخدام للتقويم البنائي فحينما تكون المادة التعليمية في مقرر
ما متتابعة فمن المهم أن يتمكن التلاميذ من الوحدة الأولى والثانية مثلاً قبل
الثالثة والرابعة وهكذا .... ويبدو ذلك واضحاً في مادة الرياضيات إلا أن الاستخدام
المستمر للتقويمات القصيرة خاصة إذا ما صاحبتها تغذية راجعة يرتبط بمستوى تحصيل
الطلاب .
ثالثاً : التقويم التشخيصي
يهدف التقويم
التشخيصي إلى اكتشاف نواحي القوة والضعف في تحصيل المتعلم ، ويرتبط ارتباطاً
وثيقاً بالتقويم البنائي من ناحية وبالتقويم الختامي من ناحية أخرى حيث أن التقويم
البنائي يفيدنا في تتبع النمو عن طريق الحصول على تغذية راجعة من نتائج التقويم
والقيام بعمليات تصحيحية وفقاً لها ، وهو بذلك يطلع المعلم والمتعلم على الدرجة
التي أمكن بها تحقيق مخرجات التعلم الخاصة بالوحدات المتتابعة للمقرر .
ومن ناحية أخرى
يفيدنا التقويم الختامي في تقويم المحصلة النهائية للتعلم تمهيداً لإعطاء تقديرات
نهائية للمتعلمين لنقلهم لصفوف أعلى . وكذلك يفيدنا في مراجعة طرق التدريس بشكل
عام . أما التقويم التشخيصي فمن أهم أهدافه تحديد أسباب صعوبات التعلم التي
يواجهها المتعلم حتى يمكن علاج هذه الصعوبات ، ومن هنا يأتي ارتباطه بالتقويم
البنائي ، ولكن هناك فارق هام بين التقويم التشخيصي والتقويم البنائي أو التكويني
يكمن في خواص الأدوات المستعملة في كل منهما . فالاختبارات التشخيصية تصمم عادة
لقياس مهارات وصفات أكثر عمومية مما تقيسه الأدوات التكوينية . فهي تشبه اختبارات
الاستعداد في كثير من النواحي خصوصاً في إعطائها درجات فرعية للمهارات والقدرات
الهامة التي تتعلق بالأداء المراد تشخيصه . ويمكن النظر إلى الدرجات الكلية في كل
مقياس فرعي مستقلة عن غيرها إلا أنه لا يمكن النظر إلى درجات البنود الفردية داخل
كل مقياس فرعي في ذاتها . وعلى العكس من ذلك تصمم الاختبارات التكوينية خصيصاً
لوحدة تدريسية بعينها ، يقصد منها تحديد المكان الذي يواجه فيه الطالب صعوبة
تحديداً دقيقاً داخل الوحدة ، كما أن التقويم التشخيصي يعرفنا بمدى مناسبة وضع
المتعلم في صف معين .
والغرض الأساسي
إذاً من التقويم التشخيصي هو تحديد أفضل موقف تعلمي للمتعلمين في ضوء حالتهم
التعليمية الحاضرة .
تشخيص مشكلات التعلم وعلاجها :
قد يرى المعلم كل
فرد في الفصل كما لو كان له مشكلته الخاصة ، إلا أنه في الواقع هناك مشكلات كثيرة
مشتركة بين المتعلمين في الفصل الواحد مما يساعد على تصنيفهم وفقاً لهذه المشكلات
المشتركة ، ولمساعدة المتعلمين لابد أن يحدد المعلم مرحلة نموهم والصعوبات الخاصة
التي يعانون منها ، وهذا هو التشخيص التربوي ، وكان في الماضي قاصراً على التعرف
على المهارات والمعلومات الأكاديمية ، أما الآن فقد امتد مجاله ليشمل جميع مظاهر
النمو . ولذلك فإن تنمية المظاهر غير العقلية في شخصيات المتعلمين لها نفس أحقية
تنمية المهارات والمعرفة الأكاديمية .
ولا يمكن أن يكون
العلاج ناجحاً إلا إذا فهم المعلمون أسس صعوبات التعلم من حيث ارتباطها بحاجات
المتعلم الخاصة وأهمية إشباعها . والتدريس الجيد هو الذي يتضمن عدة أشياء هي :-
(1) مقابلة
المتعلمين عند مستواهم التحصيلي والبدء من ذلك المستوى .
(2) معرفة
شيء عن الخبرات والمشكلات التي صادفوها للوصول لتلك المستويات .
(3) إدراك
أثر الخبرات الحالية في الخبرات المدرسية المقبلة .
ويرتكز تشخيص
صعوبات التعلم على ثلاثة جوانب
أولاً : التعرف على من يعانون من صعوبات التعلم
هناك عدة طرق
لتحديد المتعلمين الذين يعانون من صعوبات التعلم ، وأهم هذه الطرق هي :-
-
إجراء اختبارات تحصيلية مسحية .
- الرجوع إلى
التاريخ الدراسي لأهميته في إلقاء الضوء على نواحي الضعف في تحصيل المتعلم حالياً
.
-
البطاقة التراكمية أو ملف المتعلم المدرسي .
ثانياً : تحديد نواحي القوة والضعف في تحصيلهم
لا شك أن الهدف من
التشخيص هو علاج ما قد يكون هناك من صعوبات ، ولتحقيق ذلك يستطيع المعلم الاستفادة
من نواحي القوة في المتعلم وأول عناصر العلاج الناجح هو أن يشعر المتعلم بالنجاح
والاستفادة من نواحي القوة في التعلم تحقق ذلك .
ويتطلب تحديد نواحي
القوة والضعف في المتعلم مهارات تشخيصية خاصة لابد للمعلم من تنميتها حتى ولو لم
يكن مختصاً .
وهناك ثلاثة جوانب لابد من معرفتها واستيعابها حتى يستطيع المعلم أن يشخص جوانب الضعف والقوة في المتعلم وهذه الجوانب هي :-
(1) فهم مبادئ التعلم وتطبيقاتها مثل نظريات
التعلم وتطبيقاتها في مجال التدريس ، وعوامل التذكر والنسيان ومبادئ انتقال أثر
التعلم .
(2)
القدرة على التعرف على الأعراض المرتبطة بمظاهر النمو النفسي والجسمي التي يمكن أن
تكون سبباً في الصعوبات الخاصة ، وقد يحتاج المعلم في تحديد هذه الأعراض إلى معونة
المختصين وهؤلاء يمكن توفرهم في الجهات المختصة .
(3)
القدرة على استخدام أساليب وأدوات التشخيص والعلاج بفهم وفاعلية ، ومن أمثلة هذه
الأدوات الاختبارات التحصيلية المقننة إذا كانت متوفرة والاختبارات والتمرينات
التدريبية الخاصة بالفصل .
ثالثاً : تحديد عوامل الضعف في التحصيل
يستطيع المعلمون الذين لهم دراية بالأسباب العامة لضعف التحصيل الدراسي للمتعلم ووضع فروض سليمة حول أسباب الصعوبات التي يعاني منها تلاميذهم .
فقد يكون الضعف الدراسي راجعاً إلى
عوامل بيئية وشخصية كما يعكسها الاستعداد الدراسي والنمو الجسمي والتاريخ الصحي
وما قد يرتبط بها من القد هناك بعض الإرشادات التي تنطبق على الجميع ويمكن أن تكون
إطاراً للعمل مع من يعانون من مشكلات في التحصيل الدراسي وهي :-
- أن
يصحب البرنامج العلاجي حوافز قوية للمتعلم .
- أن يكون
العلاج فردياً يستخدم مبادئ سيكولوجية التعلم .
- أن يتخلل
البرنامج العلاجي عمليات تقويم مستمرة تطلع المتعلم على مدى تقدمه في العلاج أولاً
بأول ، فإن الإحساس بالنجاح دافع قوي على الاستمرار في العلاج إلى نهايته .
رابعاً : التقويم الختامي أو النهائي ....
ويقصد به العملية
التقويمية التي يجري القيام بها في نهاية برنامج تعليمي ، يكون المفحوص قد أتم
متطلباته في الوقت المحدد لإتمامها ، والتقويم النهائي هو الذي يحدد درجة تحقيق
المتعلمين للمخرجات الرئيسية لتعلم مقرر ما .
ومن الأمثلة عليه
في مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية الامتحانات التي تتناول مختلف المواد الدراسية في
نهاية كل فصل دراسي وامتحان الثانوية العامة والامتحان العام لكليات المجتمع .
والتقويم الختامي
يتم في ضوء محددات معينة أبرزها تحديد موعد إجرائه ، وتعيين القائمين به
والمشاركين في المراقبة ومراعاة سرية الأسئلة ، ووضع الإجابات النموذجية لها
ومراعاة الدقة في التصحيح .
وفيما يلي أبرز الأغراض التي يحققها هذا النوع من التقويم :-
(1) رصد
علامات الطلبة في سجلات خاصة .
(2) إصدار
أحكام تتعلق بالطالب كالإكمال والنجاح والرسوب .
(3) توزيع
الطلبة على البرامج المختلفة أو التخصصات المختلفة أو الكليات المختلفة .
(4)
الحكم على مدى فعالية جهود المعلمين وطرق التدريس .
(5)
إجراء مقارنات بين نتائج الطلبة في الشعب الدراسية المختلفة التي تضمنها المدرسة
الواحدة أو يبين نتائج الطلبة في المدارس المختلفة .
(6)
الحكم على مدى ملاءمة المناهج التعليمية والسياسات التربوية المعمول بها
وغالباً ما تتغير
وسائل التقويم تبعاً لنوع التقويم الذي يريد المعلم القيام به ، فبينما يعتمد
التقويم البنائي على العديد من المصادر مثل الاختبارات التحريرية المتعددة ،
والاختبارات الشفوية والواجبات المنزلية وملاحظات المعلم في الفصل ، نجد التقويم
النهائي يركز على الاختبارات النهائية في نهاية الفصل الدراسي أو العام الدراسي مع
الاستفادة بجزء من نتائج التقويم البنائي في إصدار حكم على أحقية المتعلم للانتقال
لصف أعلى .
تقويم المتعلم لتحسين تعلمه ..
هناك عدة طرق يمكن
أن تساعد المعلم في تحسين التعلم مما يزيد من فاعلية التقويم وهذه الطرق هي :-
1- توضيح أهداف التدريس ومخرجات التعلم .
إن في معرفة
المتعلم للأسس التي يقوم تحصيله على أساسها فوائد كثيرة منها توجيه طريقة المتعلم
في الدراسة فبدلاً من أن يركز على استظهار المادة الدراسية سوف يعلم أن الحفظ
والتذكر ليسا إلا هدفا واحداً من أهداف التعلم ، وأن عليه أن يستوعب المادة
الدراسية ويكون قادراً على تطبيقها في مواقف جديدة . وليس المقصود هو إعطاء
المتعلم قائمة بمخرجات التعلم التي يتم التدريس والتقويم وفقاً لها ، فمثل هذا
الإجراء قد تكون أضراره أكثر من فوائده ، ولكن يمكن للمعلم إعطاؤه أمثلة من
المستويات المختلفة للأهداف . بحيث تكون كافية لمعرفته بأسس التدريس والتقويم .
ويمكن للمعلم
مساعدة المتعلم على سرعة إدراك مخرجات التعلم المتوقعة منه وذلك بعدة وسائل أهمها
:-
1-
إعطاء المتعلمين في بداية المقرر اختباراً قبلياً شبيهاً بالاختبارات التي سوف
تطبق عليهم خلال فترات العام الدراسي وفي نهاية العام ، ومثل هذا الاختبار القبلي
سوف يلفت النظر إلى طبيعة المادة الدراسية من ناحية وإلى أسلوب صياغة الأسئلة ،
والاختبار القبلي يفيد في اطلاع المعلم على مدى استعداد المتعلمين لدراسة المقرر .
2-
تطبيق اختبارات قصيرة تدريبية بعد دراسة كل وحدة من وحدات المقرر ، وتفيد هذه
الاختبارات التدريبية في تهيئة المتعلمين إلى نوع الاختبارات التي سوف تجرى لهم .
3- إذا
كان المعلم يستخدم في تقويم التحصيل وسائل مثل قوائم المراجعة ومقاييس التقدير
لاختبار أدائهم في المختبر أو ملاحظتهم أثناء القراءة في دروس اللغة العربية فعليه
اطلاعهم على أمثلة من هذه الوسائل حتى يكونوا مهيئين لها .
2- تقويم حاجات المتعلمين ..
معرفة حاجات
المتعلمين متطلب هام للتدريس الناجح وهناك عدة وسائل يمكن بها للمعلم تقويم حاجات
المتعلمين . ويحسن استخدام هذه الوسائل في بداية التدريس في عملية تقويم قبلي .
-
دراسة البطاقة التراكمية للمتعلم .
-
تطبيق اختبار للميول الشخصية .
-
تطبيق اختبار قبلي في المقرر الدراسي .
3- تتبع نمو المتعلمين .
4- تشخيص مشكلات التعلم وعلاجها .
إذاً عملية التقويم تبدأ بالتشخيص أولا
وتحديد نقاط القوة والضعف بناء على البيانات والمقاييس المتوفرة وتنتهي بإصدار
مجموعة من القرارات التي تحاول القضاء على السلبيات التي اكتشفت وعلى أسبابها .
ومجال
عملية التقويم هذه هو العمل التعليمي بدءا بالتلميذ الذي يعد محور العملية
التعليمية كلها ، وهدفها الأول مرورا بالتعليم ، وما يرتبط بها من سلطات ، ومؤسسات
تعليمية ، وإداريين ومشرفين ، وينتهي بكل المؤسسات العاملة في المجتمع ، والتي
يتصل عملها بالتعليم بشكل أو بآخر .
وهكذا نجد أن
للتقويم مفاهيم ومهارات من شأنها تقوية الروابط بين تقويم تعلم الطلاب وبين
العملية التعليمية ، كما أن استخدام التقييم يساهم في مساعدة الطلاب على الوصول
إلى مستويات عالية من التعلم .
والتقويم بأنواعه
القبلي والبنائي والتشخيصي والنهائي ، ما هو إلا وسيلة لتحسين التعيلم.